فصل: (المزمل: الآيات 1- 4)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة المزمل:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[المزمل: الآيات 1- 4]

{يا أيُّها الْمُزّمِّلُ (1) قُمِ اللّيْل إِلاّ قلِيلا (2) نِصْفهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قلِيلا (3) أوْ زِدْ عليْهِ ورتِّلِ القرآن ترْتِيلا (4)}

.الإعراب:

{أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {المزمّل} بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا {الليل} ظرف زمان متعلّق بـ {قم}، {إلّا} للاستثناء {قليلا} مستثنى منصوب.
جملة النداء لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {قم..} لا محلّ لها جواب النداء.
{نصفه} بدل من {قليلا} منصوب {أو} حرف عطف للتخيير {منه} متعلّق بـ {انقص}، {عليه} متعلّق بـ {زد}، {ترتيلا} مفعول مطلق منصوب.
وجملة: {انقص..} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {زد..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {انقص}.
وجملة: {رتّل..} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

.الصرف:

{المّزمّل}، اسم فاعل من (تزمّل) الخماسيّ بمعنى تلفّف بثوبه- على أغلب الآراء، وزنه متفعّل.. فيه إبدال، أصله المتزمّل، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت ليتمّ الإدغام مع فاء الكلمة وهي الزاي.
{قم}، فيه إعلال بالحذف، هو أمر الثلاثيّ الأجوف قام، والأصل فيه قوم بضمّ فسكونين، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فل بضمّ فسكون لأنّ فاءه مضمومة في المضارع، {نصفه}، اسم لأحد جزأي الشيء إذا تساويا، وزنه فعل بكسر فسكون- وقد تفتح الفاء أو تضمّ- جمعه أنصاف زنة أفعال.
{زد} الإعلال فيه مثل في {قم} وعلى قياسه، وزنه فل بكسر فسكون لأنّ الفاء مكسورة في المضارع.

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {قُمِ اللّيْل إِلّا قلِيلا}.

.الفوائد:

- جهاد الروح والجسد:
كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقومون من الليل، من النصف إلى الثلثين، وكان الرجل منهم، لا يدري متى ثلث الليل أو متى نصفه أو متى ثلثاه، فكان يقوم الليل كله حتى يصبح، مخافة ألا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم، فرحمهم اللّه، وخفف عنهم، ونسخها بقوله: {فاقْرؤُا ما تيسّر مِنْهُ}. قيل: ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أوّلها إلّا هذه السورة. وكان بين نزول أولها ونزول آخرها سنة. وقيل: ستة عشر شهرا. وكان قيام الليل فرضا، ثم نسخ بعد ذلك في حق الأمة بالصلوات الخمس. وثبتت فرضيته على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.
عن سعد بن هشام قال: «انطلقت إلى عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى؟ قالت: فإن خلق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم القرآن، قلت: فقيام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالت: ألست تقرأ المزمل؟ قلت: بلى، قالت: فإن اللّه افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة».

.[المزمل: الآيات 5- 6]

{إِنّا سنُلْقِي عليْك قولا ثقِيلا (5) إِنّ ناشِئة اللّيْلِ هِي أشدُّ وطْئا وأقْومُ قِيلا (6)}.

.الإعراب:

{عليك} متعلّق بـ {سنلقي}، {هي} ضمير فصل، {وطئا} تمييز منصوب {أقوم قيلا} مثل أشدّ وطئا.
جملة: {إنّا سنلقي..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سنلقي..} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّ ناشئة.. أشدّ} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الصرف:

{ناشئة}، إمّا مؤنّث ناشئ، اسم فاعل من الثلاثيّ نشأ، وزنه فاعل وصف به النفس الناشئة بالليل للعبادة.. أو هو مصدر بمعنى قيام الليل كالعاقبة.. وقيل هو جمع ناشئ وهو جمع غير قياسيّ.. وقيل هو أول ساعات الليل أو ما ينشأ من الطاعات فيه.
{وطئا}، مصدر سماعيّ لفعل وطأ باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[المزمل: آية 7]

{إِنّ لك فِي النّهارِ سبْحا طوِيلا (7)}.

.الإعراب:

{لك} متعلّق بخبر مقدّم {في النهار} متعلّق بالخبر المحذوف، {سبحا} اسم إنّ منصوب جملة: {إنّ لك في النهار سبحا..} لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.

.الصرف:

{سبحا}، مصدر الثلاثيّ سبح بمعنى جرى أو تقلّب في الماء، وقد أستعير للتصرّف بالحوائج وزنه فعل بفتح فسكون.
{طويلا}، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طال، وزنه فعيل.

.البلاغة:

الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {إِنّ لك فِي النّهارِ سبْحا طوِيلا}.
أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل. وأصل السبح المر السريع في الماء، فاستعير للذهاب مطلقا.
وأنشدوا قول الشاعر:
أباحوا لكم شرق البلاد وغربها ** ففيها لكم يا صاح سبح من السبح

وأما القراءة بالخاء: سبخا فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نقشه ونشر أجزائه، لانتشار الهم، وتفرق القلب بالشواغل.

.[المزمل: الآيات 8- 14]

{واذْكُرِ اسْم ربِّك وتبتّلْ إِليْهِ تبْتِيلا (8) ربُّ الْمشْرِقِ والْمغْرِبِ لا إِله إِلاّ هُو فاتّخِذْهُ وكِيلا (9) واصْبِرْ على ما يقولون واهْجُرْهُمْ هجْرا جمِيلا (10) وذرْنِي والْمُكذِّبِين أُولِي النّعْمةِ ومهِّلْهُمْ قلِيلا (11) إِنّ لديْنا أنْكالا وجحِيما (12) وطعاما ذا غُصّةٍ وعذابا ألِيما (13) يوْم ترْجُفُ الْأرْضُ والْجِبالُ وكانتِ الْجِبالُ كثِيبا مهِيلا (14)}.

.الإعراب:

{الواو} استئنافيّة {إليه} متعلّق بـ {تبتّل}، {تبتيلا} مفعول منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق.
جملة: {اذكر..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تبتّل..} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
9- {ربّ} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، {لا} نافية للجنس {إلّا} للاستثناء {هو} ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف، أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط {وكيلا} مفعول به ثان منصوب.
وجملة: {هو ربّ..} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {لا إله إلّا هو} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو).
وجملة: {اتّخذه..} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت التوفيق في أعمالك فاتّخذه وكيلا.
10- (الواو) عاطفة {ما} حرف مصدريّ، {هجرا} مفعول مطلق منصوب..
والمصدر المؤوّل: {ما يقولون} في محلّ جرّ بـ {على} متعلّق بـ {اصبر}.
وجملة: {اصبر..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {اذكر}.
وجملة: {يقولون..} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {اهجرهم..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {اصبر}.
11- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، {المكذّبين} معطوف على ضمير المتكلّم المفعول في {ذرني} {أولي} نعت للمكذّبين منصوب {قليلا} مفعول فيه نائب عن الظرف الزمانيّ أي زمانا قليلا.
وجملة: {ذرني..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {اصبر}.
وجملة: {مهّلهم..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {اصبر}.
12- {لدينا} ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر إنّ {ذا} نعت لـ {طعاما} منصوب..
وجملة: {إنّ لدينا أنكالا..} لا محلّ لها تعليليّة.
14- {يوم} ظرف متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لدينا، {مهيلا} نعت لـ {كثيبا} منصوب.
وجملة: {ترجف الأرض..} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {كانت الجبال..} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {ترجف} أي تكون..

.الصرف:

(10) {هجرا}: مصدر الثلاثيّ هجر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(11) {النعمة}: مصدر بمعنى التنّعم والتمتّع وزنه فعلة كمصدر المرّة..
(12) {أنكالا}: جمع نكل بمعنى القيد الثقيل، وزنه فعل بكسر فسكون، والجمع أفعال.
(13) {غصّة}: اسم للحال الذي يكون عليه المرء حين يغصّ بشيء ما، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(14) {كثيبا}: اسم للرمل المتجمّع، وزنه فعيل.
{مهيلا}، اسم مفعول من (هال) الثلاثيّ باب ضرب على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف والخلاف في موضع الحذف بين سيبويه والكسائيّ بأنّ المحذوف هو الواو أو الياء إذ أصله مهيول.

.البلاغة:

الطباق: في قوله تعالى: {ربُّ الْمشْرِقِ والْمغْرِبِ}.

.[المزمل: الآيات 15- 16]

{إِنّا أرْسلْنا إِليْكُمْ رسُولا شاهِدا عليْكُمْ كما أرْسلْنا إِلى فِرْعوْن رسُولا (15) فعصى فِرْعوْنُ الرّسُول فأخذْناهُ أخْذا وبِيلا (16)}.

.الإعراب:

{إليكم} متعلّق بـ {أرسلنا}، {عليكم} متعلّق بـ {شاهدا}، {ما} حرف مصدريّ {إلى فرعون} متعلّق بـ {أرسلنا} الثاني.
والمصدر المؤوّل: {ما أرسلنا..} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق عامله {أرسلنا إليكم}.
جملة: {إنّا أرسلنا..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرسلنا..} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أرسلنا (الثانية)} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
16- (الفاء) عاطفة في المو {ضعين} (أخذا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: {عصى فرعون..} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
وجملة: {أخذناه..} لا محلّ لها معطوفة على جملة (عصى فرعون).